الاثنين، 25 يناير 2016

حديث "المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"

بسم الله الرحمن الرحيم

حديث "المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"

هذا الحديث رواه مسلم وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي في الكبرى وأبو عوانة في المستخرج والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير والأوسط وأبو نعيم في المستخرج والبيهقي، من ثلاثة طرق عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه فقال: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه".
ورواه مسلم وابن حنبل وأبو عوانة وأبو نعيم كلاهما في المستخرج والبيهقي في شعب الإيمان، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وعبد الرحمن بن علقمة عن حرب بن أبي العالية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به نحوه.
ورواه النسائي في الكبرى عن قتيبة بن سعيد عن حرب عن أبي الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
[أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس مكي صدوق ثقة فيه لين ويدلس الإسناد، مات سنة 126]. لم يصرح أبو الزبير في كل تلك الطرق بما يدل على سماعه هذا الحديثَ من جابر، فالسند منقطع.
قال الترمذي بعد تخريجه الحديث: حديث جابر حديث حسن صحيح غريب. وقال النسائي في الكبرى بعد تخريجه لرواية هشام ثم لرواية حرب: هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله. فكلام الترمذي يشير إلى صحة ظاهر الإسناد وغرابة المتن، وكلام النسائي يشير إلى إعلال الحديث عنده بالإرسال، لأنه أخـَّر رواية حرب بن أبي العالية المروية عنده بالإرسال وعلق عليها بأنها كأنها أولى بالصواب من الرواية الموصولة.
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء هذا الحديث مع أحاديث أخر وقال: "فهذه غرائب، وهي في صحيح مسلم".

إشكال وجواب:
قد يقال: لقد ورد التصريح بالسماع في أحد طرق الحديث في مسند ابن حنبل.
أقول: روى ابن حنبل عن موسى بن داود عن ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه قال: أخبرني جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في نفسه فليعمِدْ إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد من نفسه".
وهذا غير مقبول هنا لسببين: أحدهما اختلاف لفظ الرواية، إذ قد يكون أبو الزبير سمع من جابر هذا الجزء من الحديث دون غيره، والثاني أن ابن لهيعة لا يُعتمد عليه وخاصة في رواية غير العبادلة عنه، لقبوله التلقين ولتدليسه. ثم إن ثلاثة من الرواة ـ عند ابن حنبل والخرائطي في اعتلال القلوب والطبراني في الأوسط ـ رووا الحديث عن ابن لهيعة فلم يذكروا ما يدل على السماع.
* الحديث منقطع الإسناد، فهو ضعيف. والله أعلم.
وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 14/ 4/ 1437، والحمد لله رب العالمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.