الفتاوى -




هل يجوز للمرأة المسلمة أن تلبَس الملابس التي تصف جسمها؟
أي الملابس الضيقة؟
الجواب
إذا كانت المرأة تصلي في بيتها ولا يراها أحد من الناس - ويُستثنى الزوج بطبيعة الحال - وكانت الملابس التي تصلي فيها ضيقة ولكنها ساترة للعورة أي لكل البدن ما عدا رقعة الوجه والكفين فصلاتها صحيحة، أي هي تجزئ عن الفريضة، ولكن مع الكراهة
أما أن تظهر فيها أمام الناس فهذا من المحرمات
سوى ما يظهر بنفسه دون أن تكون هي التي تظهره، فهذا لا حرج فيه - والله أعلم -، ولهذا ومع كون المرأة محجبة فقد أمرنا ربنا عز وجل بغض الأبصار
هل هذا هو للمرأة المسلمة فقط؟
الجواب: لا، بل هو للرجل المسلم كذلك، مع مراعاة الفرق  بين ما هو عورة من الرجل وما هو عورة من المرأة


سؤال : ماذا اذا كان العيد الجمعة هل صلاة الجمعة تسقط في المسجد ؟


إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد فإن أي واحد منهما لا يغني عن الآخر وهذا قول الجمهور
رخص النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الناس أن يصلوا صلاة العيد وأنها تغني عن صلاة الجمعة، ولكن لمن كان هذا؟؟
هذا لأهل المناطق الميطة بالمدينة الذين يأتون من مواضعهم خارج البلد فيصلون صلاة العيد، ولو طُلب منهم الحضور لصلاة الجمعة لشق ذلك عليهم، وليس لأهل البلد


من أفضل المنتجات السياسية التي طوّرها البشر عبر الأجيال مبدأ
 "تداول السلطة".
 هل لهذا المبدأ تأصيل شرعي؟

لم يأت نص في كتاب الله جل وعلا ولا في سنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه يبين طريقة اختيار خليفة للمسلمين ولا تحديد سنوات حكمه

والمطلوب هو التوافق لكن بالشورى
وجرى العمل في التاريخ الإسلامي أن الخليفة يستمر في الحكم إلى أن يتوفاه الله
ولكن هذا ليس أمرا ملزما
بل المبدأ الأساسي في الخلافة عند أهل السنة أنها تكون بالبيعة على طريقة الشورى
والبيعة تعاقد بين طرفين
ولا يوجد مانع شرعي من اعتماد أن تكون البيعة مدى الحياة أو موقتة بسنوات معدودة
الأمر منوط بالشورى
والله أعلم

مواقيت الصيام في المناطق الشمالية البعيدة


مواقيت الصلاة والصيام في المناطق الشمالية
ورد سؤال من بعض المسلمين القاطنين في البلاد الشمالية التي لا تغيب فيها الشمس يقول: كيف تكون مواقيت الصيام في تلك البلاد؟
أقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
البلاد الواقعة في المناطق الشمالية ـ وكذا الجنوبية ـ البعيدة بعدا شديدا عن خط الاستواء قد لا تغيب الشمس في بعضها، وقد تغيب فترة قصيرة في بعضها الآخر، وقد لا يغيب الشفق الأحمر فيها، وقد يغيب فترة قصيرة، فكيف تكون مواقيت الصلاة والصيام للمسلمين القاطنين فيها؟:
البلدة الواقعة على مسافة بعيدة شماليَّ خط الاستواء أو جنوبيَّه لا بد أن يكون لها حكم خاص في مسألة المواقيت في بعض أيام السنة.
وهذا الحكم يشمل البلدات:
أ ـ التي لا تغيب فيها الشمس.
ب ـ التي لا يغيب فيها الشفق الأحمر.
ج ـ التي يغيب فيها الشفق الأحمر مدة لا تزيد عن الوقت الكافي للتطهر والأذان والإقامة وصلاة فرض العشاء والسنة البعدية وصلاة الوتر والسحور مع جزء من الوقت للاستغفار والدعاء قبل طلوع الفجر الصادق. وإذا أردت أن أجتهد في تقريبه فأقول: أي إن الوقت فيها بين مغيب الحمرة من جهة الغرب وطلوعها من جهة الشرق هو قرابة ساعة أو ساعة ونصف.
وأرجو من الإخوة الفضلاء أن يعينوني في ترجيح أي من هذين الوقتين: ساعة أو ساعة ونصف.
المواقيت الخاصة بالصلوات والصيام في تلك البلدات:
هذه البلدات تأخذ مواقيت الفجر والشروق والظهر والعصر والغروب والعشاء من مواقيت المنطقة الواقعة على خط الطول الذي تقع هي عليه والتي هي في أبعد نقطة عن خط الاستواء وفيها بين مغيب الحمرة وطلوعها ساعة أو ساعة ونصف.
وبهذا تنضبط فيها مواقيت الصلاة ومواقيت الصيام.
ويُستأنس لهذا المعنى بالحديث الذي رواه مسلم وغيره عن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: "غيرُ الدجال أخوفـُني عليكم، إن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرجْ ولست فيكم فامرؤ حجيجُ نفسه، والله خليفتي على كل مسلم". قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟. قال: "أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟. قال: "لا، اقدروا له قدره".
فإن قال السائل: وكيف أعرف تلك المنطقة الواقعة على خط الطول الذي تقع عليه البلدة المرادُ معرفة المواقيت فيها؟!. فالجواب أنه لا بد من بذل الجهد وسؤال أهل الخبرة. والله أعلم.
وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 30 شعبان 1434، والحمد لله رب العالمين.

 ***


المهادنة للنظام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ 
جاءني هذا السؤال من الداخل في سوريا
أرجو من جنابكم أن تجيبوا عنه للأهمية 
وهو ذو شقين: أحدهما: يتعلق بالهدنة مع النظام، والثاني: يتعلق بالتعامل مع الباطنية كالدروز .
(أحد الشرعيين المتنفذين في الداخل يقول بقتل كل باطني وعدم قبول توبته أبداً)
السؤال هو: 
((أرجو الإجابة عن هذا السؤال بالسرعة القصوى لخطورته:
نحن في المنطقة الجنوبية لمدينة دمشق وصلنا إلى حد الموت بسبب الحصار فجاءت الهدنة ودخل الطعام ونجا الناس من موت محتم بسبب الجوع، واستعادت القوة العسكرية قوتها بعد أن كادت تتفتت بسبب الجوع وبعضها بايع داعش من اجل الطعام.
ولكن صاحب هذه الهدنة أو المصالحة إجراء تسويات لأفراد بدعوى أنهم تورطوا بحمل السلاح لكن لم يقف الأمر عند هذا الحد بل صار المدنيون حتى كبار السن فوق الخمسين يركضون إلى هذه التسوية ، والأغلب الذين يوقعون هذه الورقة من اجل منافع دنيوية من خروج أو متاجرة أو غيرها ، فلا يمكن لأحد أن يخرج ويدخل ممن هو في الداخل إلا بهذه الورقة بسبب الحصار الخانق ، وهناك شباب منهم عاد إلى نقاط الرباط ويفزع للقتال مع المجاهدين في كل طارئ ولئن سألتهم: ليقولن ولاؤنا لديننا وما زلنا على عداوتنا للنظام ، لكننا نضحك على النظام ونستفيد ولن نكون في صفه .
واختلف الناس هل هذه التسويات ردة أم لا ,وقتل أناس بسبب الفتوى بأنها ردة ثم قتل القتلة كذلك ، وقد تختلط الأمور أكثر بسبب تخبط الناس ، وتسفك الدماء . وهذا نص التسوية :
وثيقة عهد وتعهد
( بعد أن تأكد لي حجم المؤامرة التي تهدف إلى تشويه ديني الحنيف وقتل إخواني وشعبي وأبناء وطني وتدمير بلدي سوريا وحرصا مني على أن تكون سوريا منيعة ضد الأعداء والعملاء ويسودها الأمن والأمان والوحدة الوطنية ومنعا لتشويه ديننا العظيم
فإنني أعاهد وأتعهد بعدم إثارة الشغب أو التظاهر أو رفع الشعارات أو كتابتها أو التحريض عليها أو السكوت على من يرتكبها أو يحرض لها، وكذلك عدم تخريب وتعطيل الممتلكات العامة والخاصة أو حمل السلاح أو حيازته أو شرائه والاتجار أو تهريبه وبأيِّ شكل من الأشكال وبغض النظر عن نوعه أو مسمَّاه.
واقر بأنني على علم واطلاع على العقوبات المترتبة على مخالفتي لذلك وأعاهد وأتعهد بأن أعمل جاهدا ودائما في ظل الدولة لبناء عزة وقوة ديننا الحنيف والمواطنين الشرفاء وسوريا وشعبها الكريم
واشهد الله على عهدي وتعهدي، وهو خير الشاهدين.) ا هـ
لايخفى التناقض الموجود في الورقة ، من ادعاء نصرة الدين ثم أن يكون مخبرا عمن يحمل السلاح ، وكذلك العمل في ظل الدولة على نصرة الدين , فهل هي استعانة بمشرك على النصرة
فالسؤال :
1- حكم التسوية بهذا الوصف .
 2- حكم من يروج لها وهو يعتقد أنها ضرورة من اجل التخفيف عن الناس وعدم إمكانية مقاتلة النظام لعدم وجود قدرة , وهذا واقع ملموس.
3- كيفية التعامل مع من وقَّع عليها. مع التأكيد أن الأكثر ممن لم يحمل السلاح.



السلام عليكم
المهادنة للنظام بالشكل المذكور لا يمكن الحكم على فاعلها بالردة وليست ارتدادا عن الدين
ليس كل مرتد يقتل والمرتد المفارق للجماعة - بهذا التقييد - هو الذي 
الذي يهادن النظام المجرم إذا دلت القرائن على صدقه فلا يجوز أن يمسه أحد بسوء، ولكن إذا دلت القرائن على مخادعته وأنه يتصل بالمجرمين سرا ويفشي لهم أسرار المقاومة فهذا يؤدب بما يردعه، ولا بد من قاض واع نزيه فقيه النفس
الحكم على كل أبناء الفرق الباطنية بالقتل ولو لم يرتكبوا جرائم يستحق فاعلها القتل هذا ظلم كبير وعدوان لا يرضاه ديننا الحنيف
هذا ما حضرني الآن وكتبته للاطلاع بغية الاستنارة بآراء أهل العلم
أتمنى أن يقرأ الإخوة كتابي نواقض الإسلام في ميزان الكتاب والسنة مع الإضافات التي أدخلتها فيه، فهي نصوص هامة    
والله أعلم
***

بخصوص الحج

تكرار الحج وفقه الأولويات


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أنا مسلم بسيط منذ سنوات وانا أدخر بعض المال قصد أداء فريضة الحج وجمعته والحمد لله ووقع علي الاختيار أثناء إجراء القرعة.

والآن بقدر ما أنا فرح بقدر ما أنا أعاني , معاناتي لما رأيت خدام الحرمين الشريفين وقفوا ضد التجربة الديمقراطية في مصر وعرقلوا مسيرة الاخوان .وساعدوا العسكر واغدقوا عليهم الأموال الطائلة , وبتلك الأموال قتل مآت المصرين في مصر ومازال المسلسل الدموي مستمرا لايعلم نهايته الا الله.

فسؤالي هو : الا أكون مساهما في قتل اخواني المسلمين بمصر بأموالي ؟ فلا شك ان مليارات موسم الحج ارسل منها وسيرسل منها الكثير الى العسكر في مصر .


حجة الفريضة لمن استطاع إلى البيت الحرام سبيلا هي ركن من أركان الإسلام فلا بد منها
وهي في العمر كله مرة واحدة وما زاد عليها فهو نافلة
لكن
الإنفاق في سبيل إغاثة المنكوبين ورعاية الأيتام والأرامل والثكالى وإيواء المهجرين المشردين ورفع المعاناة عن المضطهدين فريضة
والسؤال الذي ينبغي البحث فيه هو هل يجوز للمسلم أن ينفق في أي باب من أبواب النوافل وفي المسلمين منكوب أو يتيم أو أرملة أو ثكلى أو مهجر مشرد أو مضطهد محتاجون للرعاية والإغاثة؟؟
الجواب هو ما قاله الخليفة الراشد أبو بكر الصديق للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : إن الله تعالى لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة
وخلاصة القول أن من ينفق المال في النوافل قبل أن تسد حاجات المعوزين والمحتاجين فإن الله تعالى لا يقبل منه شيئا منها ولا يأجره عليها، والله أعلم

التعبد لله رب العالمين بعبادة تنفلا ومن جنسها عبادة واجبة يتعمد المسلم إهمالها
مثال: مسلم يعلم أن الله تعالى فرض عليه صلاة المغرب ثلاث ركعات وأن وقتها من تحقق غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر فيقضي هذا الوقت بنوافل ركعتين ركعتين من أول وقتها إلى انتهائه
مثال آخر: مسلم يقوم لصلاة فريضة من الفرائض وهو يعلم أنها لا تصح إلا بقراءة شيء من القرآن فيقضي وقت الصلاة بالتكبير والتسبيح والدعاء ولا يقرأ فيها شيئا من القرآن
مثال آخر: مسلم يعلم أن الله تعالى فرض عليه بر الوالدين وصلتهما فجاءت أيام العيد فترك زيارة بيت والديه إهمالا وتجاهلا لحقهما وملأ أيام العيد بالزيارات لبيوت الأصدقاء لإيناسهم والتبسم في وجوههم لحديث تبسمك في وجه أخيك صدقة
مثال آخر: مسلم أفطر ستة أيام من رمضان بسبب السفر ولم يصم بعد رمضان يوما واحدا حتى اقترب رمضان من العام التالي وبقي له ستة أيام فقرر متعمدا أن يصوم تلك الأيام قضاء عن صيام ستة أيام من شوال
مثال آخر: مسلم يعلم أن الله تعالى فرض عليه الإنفاق على زوجته وأطفاله بمقدار الكفاية فأهملهم وجوَّعهم وتوجه بالإنفاق على بعض الأطفال الآخرين
هل ما يفعله هؤلاء هو من نوافل العبادات على الحقيقة؟؟ لا أظن ذلك  وأظن أنه شهوة نفس
الحكم الشرعي في ذلك: أظن أن أولئك لا يقبل الله عز وجل منهم تلك الأعمال ولا يأجرهم عليها
وأظن أن المسلم الذي يسمع صراخ المستصرخين وأنات المحتاجين ولا يستجيب للإنفاق ثم يتوجه للإنفاق في نوافل العبادات فهو يفعل ذلك قضاء لما تشتهيه النفس، والله أعلم

***
كتب أحد من يسمّون أنفسهم بالتنويريّين يقول : لا يجب على المسلم أن يصوم شهر رمضان ، هذا فقط من باب النافلة ، فبإمكانه أن يصوم وبإمكانه أن يدفع الفدية ، وهذا بالنسبة لكل مسلم سواءًا أكان صحيحًا أو مريضًا ، مسافرًا أو غير ذلك .

فسأل بعض الإخوة عن رأيي في ذلك فقلتُ :

هذا من الكفر الواضح البين
هذا زمان يصبح الرجل فيه مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا
يشكون ويشككون في أركان الإسلام وهي معلومة من الدين بالضرورة
هؤلاء يتبعون غير سبيل المؤمنين من لدن أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طبقة شيوخنا 
فأمثال هؤلاء ليسوا منهم

فعقّب بعض الإخوة بقوله : 
نحن نقول عن القول كفر 
وأما القائل فلعل له عذرا في الجهل والتاويل وموانع اخرى.
والحكم بردته من شان القاضي والحاكم المسلم.

فقلتُ :

الذي أراه ان الحكم على شخص بالردة له فرعان لا ينبغي أن نهمل التمييز بينهما
أحدهما الحكم من حيث الأحكام الفقهية في التعامل الفردي
فهذا لا علاقة للقاضي به
فإذا قال من كان مسلما كلاما كفريا قاصدا معناه فقد كفر وخرج من ملة الإسلام
فلا يجوز لي اذا مات على تلك الحال أن أصلي عليه صلاة الجنازة وأن أكون راضيا بدفنه في مقابر المسلمين وبجواز استمرار علاقته الزوجية مع الزوجة المسلمة وبجواز توريثه من قريبه المسلم
وكوني أفتي بهذا ولا يرضى قلبي بخلافه هو أمر لا علاقة للقاضي به
الفرع الثاني 
الأحكام الشرعية القضائية : وهذه تعود للقاضي المجتهد والمذهب الذي يترجح عنده في التعامل مع المرتد وهل المرتدون في هذا   الباب صنف واحد او أصناف وما حكم كل منهما 
هذا لا علاقة لنا به
فمهمة المفتي شيء ومهمة القاضي شيء آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.