الاثنين، 1 يونيو 2015

إنسان يقر بوجود الله ولكنه لا يؤمن به

قال لي أحد الإخوة: هناك إنسان أعرفه يقر بوجود الله ولكنه لا يؤمن به، لأنه يظن أن الله قاسٍ على عباده، إذ يسمح بوقوع الابتلاءات والألم عليهم من وفاة المواليد والأمراض وغير ذلك، كيف يمكن توضيح الأمر كي تتم إزالة اللبس؟.
فقلت في الجواب:
الخالق سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء، وهو الملك والمالك لكل شيء، يفعل ما يشاء في ملكه، ولا يُسأل عما يفعل.
وله حكمة دقيقة في كل شيء، سواء علمها الإنسان أو لم يعلمها.
الإنسان في كثير من الأحيان ـ وهو لم يُؤت من العلم إلا قليلا ـ يريد أن يعرف كل شيء ويطلع على الحِكَم الإلهية في الخلق وتصريف الأكوان والعوالم وتدبيرها، ولكنه مهما حاول فهو صغير جدا جدا في هذه العوالم الفسيحة الممتدة، فكيف يحيط علمه بالخالق وعلمِه وحكمتِه؟!!.
النملة لا تستطيع أن تدرك الحكمة من تصرف الطبيب الجراح الذي يقوم بأدق العمليات الجراحية، وليس من حقها أن تعترض عليه.
النسبة بين علم النملة مقارنا بعلم الإنسان وحكمته وبين علم الإنسان وحكمته مقارنا بعلم الخالق وحكمته هي واحد إلى اللانهاية، وإذا كانت النملة لا تدرك الحكمة في أفعال الإنسان فالإنسان لا يدرك الحكمة في أفعال الخالق العظيم من باب أولى.

نصيحتي لكل إنسان أن يعرف قدره، وأن يكون متواضعا بين يدي خالقه، وأن يسَلـِّم بعظمته وحكمته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.