قال أبو منصور البغدادي عبد القاهر بن طاهر المتوفى سنة 429 من أئمة الأشاعرة في كتابه الفرق بين الفرق: "اتفق جمهور أهل السنة والجماعة على أصول من أركان الدين كل ركن منها يجب على كل عاقل بالغ معرفةُ حقيقته، ولكل ركن منها شعب، وفي شعبها مسائل اتفق أهل السنة فيها على قول واحد وضللوا من خالفهم فيها، وأول الأركان التي رأوها من أصول الدين إثبات الحقائق والعلوم، والركن الثاني هو العلم بحدوث العالم، والركن الثالث في معرفة صانع العالم وصفات ذاته، والركن الرابع في معرفة صفاته الأزلية، والركن الخامس في معرفة أسمائه وأوصافه، والركن السادس في معرفة عدله وحكمته، والركن السابع في معرفة رسله وأنبيائه، والركن الثامن في معرفة معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، والركن التاسع في معرفة ما أجمعت الأمة عليه من أركان شريعة الإسلام، والركن العاشر في معرفة أحكام الأمر والنهى والتكليف، والركن الحادي عشر في فناء العباد وأحكامهم في المعاد، والركن الثاني عشر في معرفة الخلافة والإمامة، والركن الثالث عشر في أحكام الإيمان والإسلام، والركن الرابع عشر في معرفة أحكام الأولياء ومراتب الأئمة الاتقياء، والركن الخامس عشر في معرفة أحكام الأعداء من الكفرة وأهل الأهواء، فهذه أصول اتفق أهل السنة على قواعدها وضللوا من خالفهم فيها، وفى كل ركن منها مسائل أصول ومسائل فروع، وهم يجمعون على أصولها وربما اختلفوا في بعض فروعها اختلافا لا يوجب تضليلا ولا تفسيقا".
ثم قال:"وقالوا في الركن التاسع المضاف إلى أركان شريعة الإسلام: إن الاسلام مبني على خمسة أركان: شهادة أنْ لا إله الا الله وأنَّ محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام، وقالوا من أسقط وجوب ركن من هذه الأركان الخمسة أو تأولها على معنى موالاة قوم فهو كافر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.