هذه الرواية رواها البخاري ومسلم
من خمسة طرق عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى، وفيها
"فلما غربت الشمس"، وهذا يعني أن الشمس كانت قد غابت وأن ذلك الرجل الذي
أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل فيجدح لهم إنما أراد الانتظار بعد غياب
قرص الشمس لمزيد التحقق من الغروب، وذلك بسبب بقاء شيء من ضوء النهار، حتى أعْلمه
النبي صلى الله عليه وسلم أن الأفضل تعجيل الفطر بعد تحقق الغروب وإقبال الليل من
الجهة المقابلة وإن كان قد بقي شيء من ضوء النهار.
ـ
ورواه البخاري من طريق سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق الشيباني عن ابن أبي أوفى أنه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لرجل: "انزل فاجدحْ لي".
قال: يا رسول الله، الشمس!. قال: "انزل فاجدح لي". قال: يا رسول الله،
الشمس!. قال: "انزل فاجدح لي". فنزل فجدح له، فشرب، ثم رمى بيده ههنا،
ثم قال: "إذا رأيتم الليل أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم".
في
هذه الرواية أن الرجل كان ما يزال يرى شيئا من قرص الشمس، وليس فيها أن الشمس كانت
قد غربت، فهي من باب الخطأ الواضح، وقد أشار البخاري رحمه الله إلى إعلالها حيث
رواها في باب الصوم في السفر والإفطار ولم يروها في أحد البابين اللذين روى فيهما
الرواية الصحيحة.
ـ
وكتبه صلاح الدين الإدلبي في 9/ 4/ 1440، الموافق 17/ 11/ 2018، والحمد لله رب
العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.