عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من
وراء ظهري". رواه البخاري ومسلم.
وفي إحدى روايات البخاري زيادة: قال أنس: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب
صاحبه وقدمه بقدمه.
شيء من فقه الحديث:
هذا الحديث مع فعل الصحابة الذين حدثنا عنهم أنس رضي الله عنه يعني أن
من السنة في الصلاة أن تكون القدمان على سَمْت المنكبين، أي على مقابلة ومحاذاة
الكتفين، وأنَّ من المكروه مباعدةَ القدمين عن بعضهما أكثر أو أقل من ذلك.
كثير من المصلين اليوم مَن لا يلزق منكبه بمنكب صاحبه ولا قدمه بقدمه،
وكثير منهم يتباعد بالمنكبين ويلزق القدم بالقدم من الجانبين، فيحول هيئة الصلاة
عن وقارها.
إذا كان المصلي خلف الإمام بالضبط ـ في الصف الأول أو فيما يليه إلى آخر
الصفوف ـ فعليه أن يثبّت وقوفه خلف الإمام وقدماه على سَمْت منكبيه دون النظر
إلى مَن على يمينه أو يساره.
وإذا كان على ميمنة الصف فعليه أن يقترب إلى الجهة اليسرى، وهي التي
فيها الإمام، فيلزق منكبه بمنكب صاحبه الذي هو في جهة الإمام، ويجعل قدميه على
سَمْت منكبيه.
وإذا كان على ميسرة الصف فعليه أن يقترب إلى الجهة اليمنى، وهي التي
فيها الإمام، فيلزق منكبه بمنكب صاحبه الذي هو في جهة الإمام، ويجعل قدميه على
سَمْت منكبيه.
بعض الناس يباعد بين قدميه ـ سواء في صلاته منفردا وفي صلاته مع
الجماعة ـ ويبالغ في ذلك، وبعضهم يبالغ في ذلك مبالغة فاحشة، وهذا من البدع
المنكرة المكروهة، لكن لا يصح أن نقول هي بدعة ضلالة، فالمبتدعات لها مراتب
ودرجات.
وبعض الناس يلصق كتفه بكتف صاحبه ويقارب بين قدميه ولا يجعلهما على
مقابلة ومحاذاة الكتفين، وهذا خلاف الأَولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.