الحديث الأول:
حديث " شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه
مغفرة وآخره عتق من النار"، وقال السائل: هل هو حديث منكر؟.
ـ هذا الحديث رواه ابن خزيمة وابن أبي
الدنيا في فضائل رمضان والمحاملي في الأمالي وابن شاهين في فضائل رمضان وأبو الليث
السمرقندي في تنبيه الغافلين والبيهقي في شعب الإيمان وفي فضائل الأوقات وقوام
السنة في الترغيب والترهيب والواحدي في الوسيط من ثلاثة طرق عن علي بن زيد ابن
جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[علي بن زيد ابن جدعان بصري ضعيف مات سنة
131. سعيد بن المسيب مدني ثقة مات سنة 94. سلمان الفارسي صحابي مات سنة 36]. والظاهر أن سعيد
بن المسيب لم يلق سلمان، فهذا الإسناد ضعيف.
ـ ورواه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان والعقيلي
وابن عدي من طرق عن هشام بن عمار عن سلام ابن سوار عن مسلمة بن الصلت عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أول شهر
رمضان رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار".
[سلام ابن سوار هو سلام بن سليمان بن
سوار الخراساني المدائني سكن دمشق بآخره، وثقه عباس بن الوليد بن مزْيد، وقال أبو
حاتم ليس بالقوي، وقال العقيلي لا يُتابع على حديثه، وقال ابن عدي منكر الحديث،
فهو ضعيف ومات بعد سنة 210. مسلمة بن الصلت بصري ذكره ابن حبان في الثقات، وقال
أبو حاتم متروك الحديث، وقال الأزدي: ضعيف الحديث ليس بحجة]. فهذا الإسناد تالف.
ـ هذا الحديث ضعيف الإسناد وليس فيه
شذوذ، وهو يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فهو ـ عندي ـ حديث حسن.
الحديث الثاني:
حديث "صوموا تصحوا"، وقال
السائل: هل هو حديث ضعيف؟.
ـ هذا الحديث رواه الطبراني في الأوسط والعقيلي
من طريقين عن محمد بن سليمان بن أبي داود عن زهير بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اغزوا تغنموا،
وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا".
[محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني
صدوق فيه لين مات سنة 213. زهير بن محمد التميمي العنبري مروزي قدم الشام وسكن
الحجاز صدوق وما رواه بالشام فهو بواطيل، مات سنة 162. سهيل بن أبي صالح مدني صدوق
ساء حفظه فى آخر عمره، مات سنة 138]. فهذا الإسناد شديد الضعف.
ـ ورواه ابن عدي من طريق نهشل بن سعيد عن
الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سافروا تصحوا
وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا". [نهشل بن سعيد الخراساني متروك الحديث متهم بالكذب]. فهذا الإسناد تالف.
ـ ورواه ابن عدي من طريق حسين بن عبد
الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله
عليه وسلم قال: "صوموا تصحوا". [حسين بن عبد الله بن ضميرة مدني متروك
الحديث متهم بالكذب]. فهذا
الإسناد تالف.
ـ إسناده شديد الضعف، وذكره الصغاني في
الموضوعات.
الحديث الثالث:
حديث "من أفطر يوما من رمضان من غير
عذر ولا مرض لم يقضه صم الدهر وإن صامه"، وقال السائل: هل هو حديث ضعيف؟.
ـ هذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي وعبد
الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وابن حنبل والدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي
من
طريق أبي المطوِّس
عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أفطر يوما من
رمضان في غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه وإن صام الدهر كله". وعند بعضهم
"عن ابن المطوس عن أبيه عن أبي هريرة"، وعند بعضهم "عن أبي المطوس
عن أبي هريرة".
[أبو المطوس: قال يحيى بن معين: "اسمه
عبد الله بن المطوس، أراه كوفيا ثقة". و قال البخاري: اسمه يزيد بن المطوس. فهو
أبو المطوس وابن المطوس. وقال فيه ابن حبان: "رجل من أهل الكوفة يروي عن أبيه
ما لم يُتابع عليه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد". المطوس ذكره ابن حبان
في الثقات]. فهذا السند ضعيف.
قال الإِمام أحمد: لا أعرف أبا المطوس،
ولا ابن المطوس. وقال: ليس يصح هذا الحديث.
ـ ورواه عبد الرزاق عن الثوري عن واصل
الأحدب عن مغيرة بن عبد الله اليشكري عن رجل عن ابن مسعود موقوفا به. ورواه ابن
أبي شيبة عن وكيع عن سفيان الثوري عن واصل الأحدب عن مغيرة اليشكري عن بلال بن
الحارث عن ابن مسعود رضي الله عنه.
[واصل بن حيان الأحدب كوفي ثقة مات سنة
120 أو 129. مغيرة بن عبد الله اليشكري كوفي وثقه العجلي وذكره ابن حبان في
الثقات. بلال بن الحارث المزني مدني صحابي مات سنة 60]. فهذا إسناد جيد.
ورواه ابن أبي شيبة من طريق عمر ابن يعلى
الثقفي عن عرفجة عن علي رضي الله عنه. [عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي كوفي ضعيف منكر الحديث. عرفجة
بن عبد الله الثقفي كوفي ذكره ابن حبان في الثقات]. فهذا إسناد ضعيف.
ـ فالحديث ضعيف الإسناد، ولكنه رُوي بسند
جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله موقوفا عليه.
الحديث الرابع:
حديث "إن لله عند كل فطر عتقاء من
النار"، وقال السائل: هل هو حديث ضعيف؟.
ـ هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجه
وابن خزيمة والحاكم والبيهقي في الشعب وفي فضائل الأوقات عن أبي كريب محمد بن
العلاء وغيره عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: "إذا كان أولُ ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين
ومردة الجن، وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتِحت أبواب الجنة فلم يُغلق
منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من
النار، وذلك كل ليلة". [أبو
بكر بن عياش كوفي معمَّر صدوق ثقة فيه لين مات سنة 193]. هذا الإسناد لين.
ـ ورواه الطبراني في الكبير عن عبيد بن
غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن الحسن بن شقيق، ورواه البيهقي في الشعب وفي
فضائل الأوقات من طريق الأعمش، كلاهما عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء من
النار".
[عبيد بن غنام بن حفص بن غياث صدوق ثقة ولد
سنة 211 ومات سنة 297. أبو بكر بن أبي شيبة ثقة إمام مات سنة 235. علي بن الحسن بن
شقيق مروزي ثقة مات سنة 215. الحسين بن واقد مروزي صدوق ثقة فيه لين مات سنة 159. أبو
غالب بصري لين. أبو
أمامة الباهلي صدي بن عجلان صحابي نزل حمص مات سنة 86]. هذا الإسناد ضعيف.
ـ ورواه المخلص من طريق محمد بن حميد
الرازي بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "في
رمضان تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُغل مردة الشياطين، وينادي مناد
من السماء يا طالب الخير هلم، هل من تائب يُغفر له؟!، هل من سائل يُعطى؟!، ولله عز
وجل عتقاء عند كل فطر كل ليلة، عتقاء من النار". [محمد بن حُميد الرازي حافظ متهم بالكذب
مات سنة 248].
ـ فالحديث بمجموع الطريقين الأولين حسن.
الحديث الخامس:
حديث "لو يعلم العباد ما في رمضان
لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى
الحول"، وقال السائل هل هو حديث ضعيف؟.
ـ هذا الحديث رواه ابن خزيمة ـ وقال إن
صح الخبر ـ والشاشيُّ وابن شاهين في فضائل رمضان من طريق جرير بن أيوب البجلي عن
الشعبي عن نافع بن بردة عن أبي مسعود الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنةَ كلها، إن الجنة لتزين
لرمضان من رأس الحول إلى الحول، فإذا كان أولُ يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش".
الحديثَ.
[جرير بن أيوب البجلي منكر الحديث واتهم
بالوضع. نافع بن بردة لم أجد له ترجمة]. فهذا الإسناد تالف.
ـ ورواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في
معرفة الصحابة من طريق محمد بن بكار عن الهياج بن بسطام عن عباد عن نافع عن أبي
مسعود الغفاري به.
[محمد بن بكار بن الريان بغدادي معمر
صدوق ثقة مات سنة 238. الهياج بن بسطام هروي ضعيف مات سنة 177. عباد: هو عباد بن
كثير، كما في أحد أسانيد تاريخ أصبهان لأبي نعيم وكما في تلخيص الموضوعات للذهبي، والظاهر
أنه البصري المكي، وهو متروك الحديث مات قرابة سنة 145. نافع بن بردة لم أجد له
ترجمة]. فهذا
الإسناد تالف.
فسند هذا الحديث تالف، وقد ذكره ابن
الجوزي في الموضوعات.
الحديث السادس:
حديث
"اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، وقال السائل هل هو حديث ضعيف؟.
رواه ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني
في الدعاء وفي الأوسط والخلال في فضائل شهر رجب والبيهقي في الدعوات وفي فضائل
الأوقات من طرق عن زائدة بن أبي الرقاد
عن زياد النميري عن أنس
بن مالك أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال "اللهم
بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
[زائدة بن أبي الرقاد بصري ضعيف منكر
الحديث. زياد بن عبد الله النميري بصري لين]. فهذا الإسناد شديد الضعف.
الحديث السابع:
حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول عند الإفطار "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت"، وقال السائل هل هو
حديث ضعيف؟.
ـ هذا الحديث رواه ابن المبارك في الزهد،
ورواه ابن أبي شيبة وأبو داود في السنن وفي المراسيل والبيهقي من طريقين آخرين،
كلهم عن حصين عن معاذ أبي زهرة أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم وسلم إذا
أفطر قال: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت".
[حُصين بن عبد الرحمن كوفي ثقة تغير حفظه
في الآخر مات سنة 136. معاذ أبو زهرة ذكره ابن حبان في ثقات التابعين]. فهذا الإسناد مرسل، وهو ضعيف.
ـ ورواه الطبراني في الدعاء وفي المعجم
الصغير والأوسط من طريق داود بن الزبرقان عن شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
به.
[داود بن الزبرقان بصري نزل بغداد منكر الحديث واتهِم
بالكذب]. فهذا
الإسناد تالف.
ـ ورواه الطبراني في الكبير وابن السني
في عمل اليوم والليلة والدارقطني من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن
جده عن ابن عباس به.
[عبد الملك بن هارون بن عنترة متروك
الحديث متهم بالكذب والوضع. أبوه هارون بن عنترة كوفي ثقة فيه لين مات سنة 142. جده
عنترة بن عبد الرحمن الشيباني كوفي ثقة فيه لين]. فهذا الإسناد تالف.
ـ ورواه ابن سعد عن الفضل بن دكين عن
شريك عن حصين عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم أنه كان يقول: اللهم لك صمت وعلى
رزقك أفطرت.
[شريك بن عبد الله النخعي كوفي، قال ابن
حبان في الثقات: كان فى آخر أمره يخطئ فيما روى، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين
منه ليس فيه تخليط، وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهام كثيرة. مات سنة 177. حُصين
بن عبد الرحمن كوفي ثقة تغير حفظه في الآخر مات سنة 136. هلال بن يساف كوفي ثقة]. هذا السند لين، ولكن يُتساهل في إسناد
مثل هذه الرواية في غير الأحاديث المرفوعة، والربيع بن خثيم كوفي ثقة من كبار
التابعين.
فهذا الحديث ضعيف الإسناد عن النبي صلى
الله عليه وسلم، ولكن يبدو أنه من قول التابعي الربيع بن خثيم رحمه الله.
وكتبه صلاح الدين بن أحمد الإدلبي في 2/
9/ 1438، الموافق 28/ 5/ 2017، والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.